السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. إلي الأخت الكريمة صاحبة السؤال
الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد : فهمت من سؤالك أن أناس أعطوا صاحبتك مال صدقات أو مال زكاة ليخرج للفقراء الأيتام في دار الأيتام وأنه سرق منها وتسئل هل يجب عليها ضمان هذا المال الذي سرق ؟
والجواب : من أودع عند أحد أمانة من مال أو غيره صدقة أو زكاة لتوصيلها إلي غيره أو ليحفظها عنده إلي حين طلبها فإن لم يقصر ولم يتعد بل سرق مثلا وكان قد وضعه في حرز أو احترق البيت دون إهمال منه واحترق المال معه فإنه لا يضمن هذا المال ( يعني لا يجب عليه أن يخرجه من ماله هو ) وذلك لأن المؤتمن علي وديعة من مال أو زكاة أو غيرها يده يد أمانة وليست يد ضمان . فإن يد الضمان هي : كل يد لا تستند إلي إذن شرعي من الشرع او من المالك . أما يد الأمانة هي : اليد التي خلفت يد المالك في حيازة ملكه وتصرفت فيه عن ولاية شرعية في تلك الحيازة ولم يدل دليل علي ضمان صاحبها وقد تتحول يد الأمانة إلي يد ضمان في حالات منها : التعدي والتقصير .
فإذا كان من أعطوك المال طلبوا منك إيصاله إلي جهة معينة فلم تقصري ولم تتعدي ووضعت المال في حرز جيد وأنت ذاهبة لتوصيله سرق منك فإنك لا تلزمين برده شرعا لأن يدك علي هذا المال يد أمانة فأنت كنت وكيلة عن أصحاب هذا المال في إخراجه ولم تتعدي كأن تنفقيه في غير موضعه . ولم تقصري كأن تضعيه في حقيبة تخرجين بها للخارج قبل موعد توصيله ولكن الواجب عليك إخبار من أعطوك هذا المال لأنه إن كان مال زكاة فإن الواجب عليهم إخراجه مرة أخري لأنهم لا عليك تبرأ ذمتهم إلا بقبض الفقير للمال أما قبل القبض فيجب عليهم إخراجه مرة أخري .
استفسار من السائلة:
يعني ايه ياخالتو يد ضمان لم افهم
وكون أن يتحمل أصحاب المال إخراجه مرة أخرى قد يقولوا ما ذنبنا في إتلاف المال
وإن كان صدقة هل لهم في ذلك أجر
الجواب:
يد ضمان معناه أن من تعدي فأتلف المال كأن أنفقه في غير وجهه الذي وكل بإنفاقه فيه . أو قصر في حفظه ولم يضعه في حرز مثلا حينها يجب عليه ضمانه أي ضمان الأمانة ( بمعني يجب عليه رد قيمتها ) هذا معني يد الضمان
أما وجوب إخراج الزكاة إن سرقت أو تلفت قبل أن يقبضها الفقير فذلك لأن المؤتمن أو الوكيل لم يتعد في حفظه للأمانة فهي تماما كأنها تلفت أو سرقت من يد مالكها وصاحبها فيجب عليه إخراجها مرة أخري لأنها لاتبرأ ذمته من الزكاة إلا بقبض المستحقين لها .